مخاض المطر

هذيان مطر ساعة عطش




...




ينبهني العطش إلى قراح ماءها
وينذرني الغيم إلى هطولها المترف
هكذا ... قرأتها بأول قطرة للجفاف
سُكبت فوق عطشي




تأتي من فج الإرتواء
تحمل الغيث جنينا لاقحا
وتتأبط أفقا تملؤه البروق



وقلبي ...
يتقن الرقص على إيقاع رائحتها
المشبعة برغبة الهطول



في ثقب العطش
أزرع عيني حيث إستعدادها
وهي تتزين بنشيد الغيوم
أعناق ببصري يوما مسروجا بإشتهاء الربيع
وبرغبة الفصول لعبث الشتاء



هذا الصباح ... عيناي غائمتان
وتحت جفني يتكلس رماد الجفاف
أوجس خيفة بأن المطر مجرد ظلال
مغموسة في خيالي
وأن الماء ...هلوسات صاهلة
تنساب مع رقرقة الحلم



أجس الأفق بسطوة العطش
وفي كبد الخيال أزرع فخاخا من الأمنيات
لعل حكمة الهطول تتناسى وقارها
و تقع في شرك الظمأ



....


تلك .. سحابة تشاكسها الرعود
ترتمي في دوامة المخاض ... غيما
أألف معه الإنتظار
و أعلق النظر صوب حلم الهطول
متعاطيا ً تفاصيل المطر .. برشفة رجاء



أغمس عيني في ثنايا المدى
مأسورا بما يشبه الصمت
فـ أسرج الصبر وأتكيء على ما تبقى مني
فالأرض والبعض..
وأنا وكلي ... ظامئون



وفي أسمال الجفاف تفوح رائحة السؤال


تحت جنح الإنتظار
أهذي بهدوء لذيذ
وعيني مشهرة تسأل الغيوم نزيفا عذبا
يسكت فضولي المهرق في حلقي



وفي إشتعال الحلم وسعير الغفلة
تتمايل السماء مع رقصة الرعود
ويرتعش جسد السقاية
ويؤجج في الأفق رقصة المطر
لتأتي سيدة الإرتواء تعلو ملامحها آلام المخاض
فتتناول دهشتي بأفق هاطل
وتمسح عن كتفي ّ ركام الأسئلة
لتضع جنينها المبلل بالبياض
حيث سرير الأرض مكللا
بفصاحة العطش



تترقرق في عيني فرحة الميلاد
فـ أزيح عن كاهلي ثقل اللحظات
وأخلع عن الوقت جبة اليباس
وأزجني وأنا تحت غلالة المطر



أخيرا ً ...
قد أتت تغازلني بفيض ماءها
وتلملم جسدي المتهالك
لـ تصنع من غباري المتناثر ... خصوبة و إرتواء

منقول